السؤال.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. كنت في نقاش مع مجموعة من الأخوة في العمل في موضوع الدعوة إلى سبيل الله .
وانقسمنا إلى قسمين:
منهم من قال: أن دعوة المسلم العاصي أولى من دعوة غير المسلم للإسلام، حيث أن تأثيره ينعكس سلبا على الأمة.
والقسم الآخر ـ قال: إن دعوة غير المسلم إلى الإسلام أولى لأن العاصي هو مسلم وتحت رحمة الله .
فسؤالي: أيهما الأولى والأثوب والأحق ببذل الجهد والوقت؟
الإجابــة.. بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي رضي الله عنه: (لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم ) والمقصود من هذه هو دعوة غير المسلم إلى الإسلام، وقد ابتهج عندما نطق الغلام اليهودي بكلمة التوحيد وخرج وهو يردد فرحاً: (الحمد لله الذي أنقذه بي من النار).
ولا شك أن دعوة غير المسلمين إلى الإسلام هي رسالة هذه الأمة وواجبها الأعظم وفيها سر رفعتها قال تعالى: { كنتم خير أمة أخرجت للناس}، وجاء في تفسيرها أنهم يأتون الأمم والسلاسل في أعناقهم يقودونهم إلى الجنة، ولأجل هذه المهمة خرج الصحابة من مكة رغم أن الصلاة فيها مضاعفة، وقد ترك النبي أمانة البلاغ في أعناق أتباعه فهو خاتم الأنبياء والرسل ولا نبي بعده صلى الله عليه وسلم.
وعندما قصرنا في هذه المهمة لم يكن عجباً أن يأتي ذلك الحاج الأمريكي ويخطب في الحجيج قائلاً: (أيها الظالمون؟!! فقال له المترجم: هل أترجم هذا؟ قال: نعم ترجم كما أقو ...واصل خطبته فقال: نعم أيها الظالمون.
لقد صدرنا إليكم من أمريكا ما أنتجته الحضارة أما أنتم فلم تصدروا إلينا هذا الإسلام العظيم، ولقد مات أبي وماتت أمي دون أن يسمعوا بهذا الإسلام العظيم أولستم الظالمين؟) وإبلاغ الإسلام ونشره واجب على هذه الأمة فإذا لم نهيئ طائفة للقيام به أثم الجميع.
أما بالنسبة لدعوة أصحاب المعاصي وإسداء النص لهم والدعاء لهم فهذا أيضاً أمر غاية في الأهمية وقد وصف الله المؤمنين والمؤمنات فقال سبحانه:
{ والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر}، وقال تعالى في وصف الذين سلموا من الخسارة :{ وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر } وتزداد أهمية دعوة أمثال هؤلاء قبل سفرهم إلى البلاد الغربية حتى لا يصدوا الناس عن الدين الحق بعصيانهم لله وكم تمنينا أن يسمع أهل الغرب عن الإسلام قبل أن يشاهدوا العصاة المذنبين.
وأرجو أن ننصح المذنبين بأن يتقوا الله حتى لا يفتوا غيرهم ويصدوهم عن سبيل الله، ومع ذلك فإن عليهم أن يقوموا بدعوة غيرهم إلى الإسلام على الأقل في الجوانب التي تمسكوا فيها حتى لا يجمعوا إلى جريمتهم جريمة أخرى.
وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله، وأرجو أن يكون لمثل هذه الحوارات آثارها العظيمة، وذلك بأن يعمل كل واحد منكم في الجبهة التي يستطيع أن يقدم فيها خدمات كبيرة لدينه، وأحسب أن الإسلام يحتاج لجميع الطاقات وفي كل الجبهات، ونحن في الختام نعبر عن سعادتنا بمثل هذه المناقشات.
ونسأل الله الهداية للجميع.
الكاتب: د. أحمد الفرجابي
المصدر: موقع إسلام ويب